languageFrançais

رسوم ترامب تُربك الأسواق.. والدولار يتراجع أمام حرب تجارية متصاعدة

مع استمرار حرب الرسوم الجمركية وتصاعد التوتّرات الاقتصادية العالمية، تراجع الدولار الأمريكي، اليوم الخميس 10 أفريل 2025، مقابل الأورو. 

ففي وقت يُواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة الرسوم على الواردات، خاصّة الصينية، تسود الأسواق العالمية حالة من القلق والتوتّر، وتتصاعد المخاوف من تصعيد تجاري طويل الأمد قد يُضعف حركة التجارة العالمية ويضغط على العملات.

الدولار يتراجع..

انخفض الدولار، اليوم الخميس 10 أفريل 2025، بعد ارتفاع قصير في اليوم السابق عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب تعليق بعض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما، ومع توقّع السوق تباطؤ التضخم في مارس في الولايات المتحدة.

وبحلول الساعة 10.05 بتوقيت غرينتش، انخفض الدولار بنسبة 1.07% مقابل الأورو. وانخفض الدولار أيضا بنسبة 1.73% مقابل الفرنك السويسري، وبنسبة 1,29% مقابل الين الياباني، وهما عملتان تعتبران ملاذين آمنين.

فيما ارتفعت الأسهم العالمية، واستقرت عمليات بيع السندات اليوم الخميس. وجاء هذا الارتفاع في الأسهم بعد اضطراب السوق على مدى أيّام.

 

وبعد أيّام من إشعال حرب تجارية عالمية هزّت الأسواق، أعلن دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية المفروضة على عشرات الدول والشركاء، من بينهم الاتّحاد الأوروبي، لمدّة 90 يوما بعد دخولها حيّز التنفيذ.

ومع ذلك، أبقى البيت الأبيض على 10% من الرسوم الجمركية الشاملة على جميع الواردات الأمريكية تقريبا.

الاتّحاد الأوروبي يُعلّق رسومه..

وتفاعلا مع قرار ترامب، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الخميس، أنّ الاتّحاد الأوروبي سيعلق رسومه الجمركية المضادة على المنتجات الأميركية لتسعين يوما بهدف "إعطاء فرصة للمفاوضات".

وقالت في منشور على منصّة "إكس" في أعقاب التغيير المفاجئ في موقف الرئيس الأميركي، "أخذنا علما بقرار الرئيس ترامب" تعليق قسم من الرسوم الجمركية.

علما وأنّ أمريكا فرضت في الأشهر الأخيرة، ثلاث مرات رسوما جمركية شملت الاتحاد الأوروبي. أوّلا، الرسوم على الصلب والألمنيوم، ثم على السيارات، وأخيرا الرسوم الجمركية بنسبة 20% على جميع المنتجات الأوروبية.

وعصر الأربعاء، اعتمدت الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي أول تدابيرها المضادة: رسوم على حزمة من المنتجات الأميركية مثل الدراجات النارية وفول الصويا والدواجن ردا على تلك المفروضة على المعادن.

وللرد على الرسوم الجمركية الأخرى (السيارات والـ20% العامة)، كان من المقرر تقديم إجراءات في بداية الأسبوع المقبل.

وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية أنّه "إذا لم تكن المفاوضات مرضية، فإن إجراءاتنا المضادة ستدخل حيز التنفيذ".

''سنُقاتل حتّى النهاية".. الصين تردّ

وتعهدت الصين باتخاذ تدابير مضادة، في أعقاب زيادة الولايات المتحدة رسومها الجمركية على السلع الصينية إلى 125%، ولكنّها حثّت على الحوار لتسوية الملفات المتبادلة واستقرار العلاقات بين البلدين.

وقال وزير التجارة الصيني إنّ ما تسمى الرسوم الأميركية المضادة تعد انتهاكا خطيرا للمصالح المشروعة لكل الدول، وأضاف أن بلاده ترغب في حل الخلافات من خلال التشاور والمفاوضات ولكن إذا مضى الجانب الأميركي في طريقه فإن الصين ستقاتل للنهاية، بحسب ما أوردت وكالة رويترز.

من جهته، قال مسؤول بوزارة التجارة الصينية في بيان "أريد أن أؤكّد أنّه لا يوجد فائز في حرب تجارية، ولا تريد الصين حربا تجارية. ولكن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي بأيّ حال من الأحوال عندما تتضرّر وتنتهك الحقوق والمصالح المشروعة لشعبها".

وأضاف المسؤول الصيني أنّ استخدام الولايات المتحدة للتعريفات الجمركية سلاحا لممارسة أقصى قدر من الضغط والسعي لتحقيق مصالحها الذاتية عمل نموذجي للأحادية والحمائية والتنمر الاقتصادي، بحسب ما نقلت وكالة شينخوا الرسمية.

وأشار إلى أنّ بلاده على استعداد للتواصل مع الجانب الأميركي بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية الثنائية الرئيسية، ومعالجة اهتمامات كل منهما من خلال الحوار والمشاورات على قدم المساواة.

ومن جانبه، قال لين جيان، المتحدّث باسم الخارجية الصينية، خلال مؤتمر صحفي أمس "إذا كانت الولايات المتحدة عازمة على شن حرب تعريفات جمركية أو حرب تجارية، فإن الصين مستعدة للقتال حتى النهاية" مؤكدا أن بلاده تمتلك القدرة والثقة للتعامل مع مختلف المخاطر والتحديات.

وتشير بيانات مكتب التمثل التجاري الأميركي "يو إس تي آر" إلى أنّ حجم التبادل التجاري في السلع مع الصين عام 2024 بلغ نحو 582.4 مليار دولار، موزعة على النحو التالي:

الصادرات الأمريكية إلى الصين: 143.5 مليار دولار، بانخفاض قدره 2.9% مقارنة بعام 2023.

الواردات الأمريكية من الصين: 438.9 مليار دولار، بزيادة قدرها 2.8% عن العام السابق.

العجز التجاري لمصلحة الصين: 295.4 مليار دولار، ويمثل ارتفاعًا بنسبة 5.8% عن عام 2023.

التأثيرات على الاقتصاد العالمي

وحذّرت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا من أنّ الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تخفض "حتى 80%" تجارة السلع بين أكبر اقتصادين في العالم وتمحو "نحو 7%" من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى البعيد.

وقالت إيويالا في بيان "توقعاتنا الأولية تفيد بأن تبادل السلع بين هذين الاقتصادين (الولايات المتحدة والصين) يمكن أن يتراجع إلى 80%" بسبب التوترات التجارية، مشيرة إلى "انقسام للاقتصاد العالمي إلى كتلتين" قد يؤدي -في حالة حدوثه- إلى تقليص للناتج المحلي الإجمالي العالمي يناهز 7% على المدى البعيد.

وأشارت إلى أنّ الولايات المتحدة والصين تمثلان معا 3% من التجارة العالمية، وحذّرت من أنّ الصراع قد "يلحق أضرارا جسيمة بالتوقّعات الاقتصادية العالمية".

أمل مناعي

المصدر: وكالات أنباء ومواقع إخبارية بتصرّف